لا يخفى على أحد مدى فضول الأطفال، فهم كثيراً ما يسألون، و كثير من أسئلتهم تربكنا عندما لا نجد لها إجابة. كلنا نولد مع حس الفضول و الاستكشاف، و وفقاً للدكتور بروس بيري فإن...
حس الفضول يدفعنا للبحث
عندما نبحث نستكشف أشياء جديدة
عندما نستكشف أشياء جديدة نشعر بالسعادة
الشعور بالسعادة يدفعنا لتكرار العملية
تكرار الأفعال يصقل المهارات
صقل المهارات ينمي عندنا مهارات جديدة
تنمية المهارات الجديدة تزيد الثقة بالنفس
زيادة الثقة بالنفس تزيد احترام الذات
احترام الذات يولد شعوراً بالأمان
الشعور بالأمان يدفعنا للمزيد من البحث في هذه الحياة....
قامت جمعية تغيير في عام 2014 بالعمل على هذا المشروع لتشجيع الأطفال على السؤال، لإبقاء حس الفضول لديهم مشتعلا و في نفس الوقت لإثراء المحتوى العربي العلمي الموجه للأطفال، حيث قمنا بجمع أسئلة علمية من الأطفال و قامت مجموعة مميزة من العلماء بالإجابة على هذه الأسئلة. نتيجة هذا العمل هو موقع على الانترنت يحتوي على الأسئلة و الأجوبة متاحة للجميع.
مؤسسة تغيير تقوم بإطلاق مشروع أسئلة الأطفال العلمية، و هو عبارة عن مجموعة من الأسئلة و الأجوبة العلمية باللغة العربية، يمكن الاطلاع عليها من خلال موقع المؤسسة.
تعاني شبكة الانترنت من شح في المحتوى العربي و خاصة من ذلك الموجه للأطفال. و حتى تلك المواقع القليلة يتعرض الطفل من خلالها لدعايات إعلانية لا تخص سنه و لا يرغب الأهالي بأن يراها أطفالهم.
نؤمن أيضا بأن الأطفال يولدون بحس فضول كبير هو الأساس في نموهم و تعلمهم عن العالم من حولهم، و لكن للأسف فإن حس الفضول هذا يختفي شيئا فشيئا مع العمر و الأسباب كثيرة، من النظام التعليمي فالنظام التربوي و قلة المصادر التي تجيب على أسئلة و استفسارات الطفل، و من غير المختلف عليه أن لتوظيف حس الفضول دورا أساسيا في تكوين جيل من العلماء.
قامت مؤسسة تغيير الأردنية في عام 2014 بالعمل على مشروع فريد من نوعه يحل التحديات المذكورة سابقا، انطلاقا من إيمان المؤسسة بدور كل فرد بالمشاركة بالعملية التطويرية للمجتمع و الترويج للريادة الاجتماعية، و هو ما يرمز إليه اسم المؤسسة، تغيير.
في بداية المشروع قمنا بجمع عدد ضخم من الأسئلة العلمية من الأطفال من مختلف مناطق الأردن، ابتداءا من مخيم الزعتري للاجئين السوريين، إلى قرى إربد و المدارس الخاصة و الحكومية في الأردن عن طريق المدارس و بالتعاون مع المعلمين و مجموعة من المتطوعين، كما قام عدد من الأطفال بإدخال أسئلتهم على نموذج إلكتروني متوفر على الانترنت.
بعد تصنيف الأسئلة و إزالة الأسئلة المتكررة، قمنا بإرسال الأسئلة إلى نخبة من العلماء الذين قاموا بالإجابة على الأسئلة حسب تخصصاتهم العلمية، و بعد مراجعة الأسئلة قمنا بإدخالها إلى قاعدة بيانات و قمنا بالعمل مع مجموعة من المصممين و مطوري المواقع ليتم الدخول على الأسئلة و الأجوبة بطريقة سهلة و ممتعة للأطفال و المربين.
العلماء الأفاضل الذين قاموا بالإجابة على الأسئلة قدموا من أكثر من جامعة أردنية و قد قامت العالمة ليلى بن عايد من تونس بالمشاركة في هذا المشروع، و قد كان عملهم بأكمله عملا تطوعيا انطلاقا من إيمانهم بأهمية المشروع و بأهمية دور العالم في المجتمع خارج الحرم الجامعي.كما و يذكر أن هؤلاء العلماء ليسوا فقط باحثين و مدرسين في الجامعة، و إنما منهم أطباء و طلبة ماجستير و تربويين و ربات بيوت أفرادا من المجتمع.
عند تصفح الموقع الآن سيجد المستخدم الأسئلة مقسمة حسب الحقل العلمي و تحتوي كل فئة على مجموعة من الأسئلة. تم أيضا توسيم الأسئلة بأكثر من وسم، و سيتمكن المتصفح البحث عن المعلومة حسب الوسم. يعرض الموقع خدمة إضافة المزيد من الأسئلة و تمكن العلماء من الإجابة على الأسئلة الجديدة من أجل تكبير الموقع.
هذه نواة تغيير و دعوة لتكبير و تطوير المشروع بزيادة الأسئلة و الأجوبة من الأطفال و العلماء. من الأمور المفصلية في تقدم الأمم هي الرجوع إلى لغتنا الأم لتطوير الهوية وتنمية الأبداع و بخاصة للأطفال، بخاصة أن التغيير و التطوير في المجتمع يعتبر الرسالة التي تسعى مؤسسة تغيير على تحقيقها في المجتمع بإنشاء جيل من فرسان التغيير. مثل هكذا مشروع يساعد على الحفاظ على الهوية و التشجيع على اللغة العربية، و نحن نتمنى أنه سيضع حجر الأساس لسلسة من المشاريع ذات الأهداف المشتركة عبر الوطن العربي.